هل يصعب إختراق هاتفك المحمول وكيف يمكنك حمايته - أمن المعلومات

 سبق وأن تحدثنا عن أن التجسس على الهواتف المحمولة وكم هي متنوعة الطرق المستخدمة في ذلك وإن كان أغلبها معتمد بشكل كبير على الإنترنت , ووضحنا كما الطرق الخبيثة لإختراق هاتفك بدون أن تشعر مما يستدعي بشدة أن تتعلم كيفية حماية نفسك.

حماية الهاتف المحمول من التجسس

نعم وللأسف الشديد لا يوجد طريقة واحدة فقط للحماية , وكذلك يجب أن تكون مطلعاً بإستمرار على أحدث طرق التجسس والإختراق تتعلم كيفية حماية نفسك , ولن يكفيك أبداً مجرد أن تقوم بتنزيل بعض التطبيقات على هاتفك بدون معرفة ما إذا كانت فعلياً تحميك أم لا وما إذا كان الخطر قد زال بذلك أم مازال محدقاً بك.

من أهم الطرق التي يستخدمها من يعملون بمناصب حساسة هي إستخدامهم لأجهزة لا يمكن إيصالها بالإنترنت وليس برامج منتشرة يمكن إضافتها إليها ولا يمكن العبث بها , فهي لا تحتوي على مميزات الوايفاي أو حتى البلوتوث ولا يمكن إضافة بطاقات ذاكرة إليها أو توصيلها حتى بالكمبيوتر.

ولكن للأسف نصف رأيهم فقط صحيح والنصف الأخر خاطئ تماماً , لا يعني إمتلاكك لهاتف قديم أنك بأمان , لا يعني عدم دخوله على الإنترنت إنه غير قابل للإختراق , بل إنك قد تندهش مما سنقول ولكن الثغرات في تقنيات قديمة أكثر بكثير من الثغرات في التقنيات الحديثة.

الهواتف القديمة وسيلة رائعة للمخترقين للتجسس على أصحابها وبالأخص لو كانوا يعلمون من أنت أو ما هو عنوانك أو مكان عملك , لا تندهش الأن مما قلنا لك فالتالي سيكون صادماً بشكل أقسى.

حديثنا اليوم ملئ بالمفاجأت والمعلومات التي لم تكن لتخطر ببالك يوماً , لذا فإعمل على تصفية ذهنك وتركيزك وإقرأ ما سنضعه لك من أسرار في الأسطر القليلة القادمة بعناية.

هل سبق لك أن سمعت عن إحدى التسريبات لسادة مسئولين في جهات سيادية قوية مثل تسريبات البيت الأبيض وقيادات دول كبرى؟ هل تسائلت كيف تم ذلك؟

لا تحبط , فلا يعني فشل هذه الهيئات أو الأشخاص برغم قوتها وإنهم بالتأكيد يتخذون حذرهم في حماية أسرارهم الكبرى إنك أنت كشخص عادي لن تتمكن من حماية نفسك , ولكن هناك قواعد من لا يتبعها فبالتأكيد سيكون عرضة سهلة للتجسس , ولاحظ أيضاً أن المقارنة السابقة بينك وبينهم غير عادلة , فهم تحت محاولات إختراق مستمرة من هيئات ومنظمات وأجهزة مخابرات ضخمة نظراً لأهمية ما في جعبتهم بعكسك أنت كشخص عادي.

في عام 2014 وبينما كانت مشكلات بين روسيا وأوكرانيا على شبه جزيرة القرم والتي بدأت منذ زمن كبير بدأت منذ القرن التاسع عشر بين الإمبراطورية الروسية مع الإمبراطورية الروسية في الحرب المعروفة بإسم حرب القرم وهو موضوع كبير لن نتطرق إليه الأن , المهم ظهر في هذا الوقت تسريب لمكالمة هاتفية لمسئولة العلاقات الأوربية في الخارجية الأمريكية فيكتوريا والسفير الأمريكي في أوكرانيا , وكانت المكالمة تدور حول الأزمة في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وموقف الإتحاد الأوربي , ولكن فيكتوريا نولان سبت الإتحاد الأوربي في المكالمة سباب ولفظ لا يصح ذكره بمقالتنا , ولكن بشكل مؤدب قالت ما يوازي : "اللعنة على الإتحاد الأوربي".

بالطبع تسبب ذلك في أزمة كبيرة وبعدها بعدة أيام وفي مؤتمر صحفي للمتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية تسائل الصحفيين عن من هو وراء التسجيل لهذه المكالمة وصحتها و فقالت إنها تكد صحة المكالمة ولكن لا يوجد لديها تفاصيل عن مصدر الفيديو المتتشر على يوتيوب , ولكنهم لاحظوا أن هناك من يقوم بترويج هذا الفيديو على المنصات الإجتماعية مثل تويتر بكثرة وجعله شائعاً بشدة.

الأهم أنها قالت أن روسيا قد تكون الجهة وراء هذا التسريب بحجم أنهم أول من تحدث عنه على السوشيال ميديا وبالأخص على تويتر.

السؤال الذي يهمنا في كل ذلك .. الجهة الأمريكية أقرت بصحة التسريب , وقالوا أن الروس هم الجهة وراء ذلك , فما هي الطرق التي تم إستخدامها لفعل ذلك؟ كيف تمت عملية التجسس هذه؟

قام أستاذ محمد الجندي بسؤال الجمهور عن رأيهم في الطرق التي يمكن إستخدامها في التجسس على الهواتف المحمولة .. وإليكم رأي الأغلبية:

من خلال هاكر يخترق الهاتف عبر موقع ويب يقوم المستخدمين بإستخدامه وزيارته.

من خلال التجسس على المكالمات.

البعض لهم برامج وأجهزة يمكنها إختراق هاتفك بأي وقت.

لا أعلم , هذه أول مرة أسمع عن موضوع التجسس على الهواتف هذا.

إن المتجسسين يمكنهم فتح الكاميرا الأمامية ورؤية أصحابها.

لهم طرق في الدخول على الموبايلات مثلهم مثل من يخترقون اللابتوب.

يمكنهم فتح الكاميرا وأحياناً سماعنا أيضاً.

ليس لدي أدنى فكرة ولكني أعلم أنه هناك مهندسين لهذه الأشياء.

إنهم هاكرز

أنا أسمع إنه من خلال الإنترنت يمكن إختراق الصفحة لكن موبايل هذه بصراحة أول مرة أسمع عنها.

بيكون من خلال برامج أو أبليكيشنز معينة وكنت أسمع أيضاً إنني لو دخلت على شبكة وايفاي مفتوحة بدون باسوورد سيكون لصاحبها إمكانية أن يرى كل ما لدي على الهاتف.

لا أعلم

لا أعرف

ممكن أه تحصل

أنا كشخص أستطيع تسجيل مكالماتي فمن المؤكد هم مثل المخابرات يمكنهم الوصول إليها.

كل شئ ممكن الأن.

أه حاجات ال IT دي اللي دراسين الحاجات دي بيعرفوا يعملوها وبيطوروا فيها بشدة حتى الوصول لكل شئ

بتبقى برامج بردوا

لا معرفش

أكيد بيبقى برنامج أو أيقونة بتتبعتلي وأنا غصب عني بفتحها أو كده فبيقدروا إنهم يتحكموا في جهازي كله.

بينزل عندي أبليكيشن بحيث كل ما أعمل أي مكالمة توصله هو

وحينما تم تسؤالهم عن طريقة حماية أنفسهم أجابوا:

أحمي نفسي من خلال عدم الدخول على مواقع غير موثوق فيها وعدم ترك هاتفي بدون لوك كود أو باسورد

لا أنا معرفش أي حاجة 

لا دي عايزة حد بقى يكون فاهم وأتعلم منه

لا مش عارف

أنا لسه معرفتهاش دي حضرتك أكيد فيه حد يعرفها

لا مش عارف هحمي نفسي منها إزاي

يعني مثلا اي أبليكيشن عندي عالموبايل معرفش عنه حاجة مش لازم يكون موجود

إذا كنت معرفش بتحصل إزاي أصلاً هحمي نفسي منها إزاي

بعد المكالمة على طول بنخش رافعين البطارية

وحين سؤالهم عن: هل يمكن لأي شخص أن يقوم بتحديد مكانك أجابوا:

أه

أعتقد أه

أه من خلال ال GPS

وكثير من أمثلة هذه الإجابات

حسناً بعد هذه الجولة المميزة التي قام بها مذيعين قناة القاهرة والناس في برنامج TechTalk إتضح أن أغلب المعلومات لدى الناس مصدرها الإعلام , والمعلومات الخاصة بالتقنية بالذات معلومات مشوشة غير دقيقة ولا يوجد بها أي تفاصيل , وهو أمر أخطر مما لو لم يكن لدى الناس معلومات من الأساس.

نعود مرة أخرى لمكالمة فيكتوريا نولان المتسببة بالأزمة , هل تعتقد أنه يوجد فعلاً تقنيات للتجسس على مسئولين بهذا المستوى؟ وياترى هل يمكن أن تكون هذه الإمكانيات متاحة لأشخاص عاديين؟ أم أنها محصورة بأيدي أجهزة إستخبارات وهيئات كبيرة؟

في الحقيقة الإجابة على هذه الأسئلة قد تحتاج عدة مقالات , والمعلومات التي يجب أن تكون ملماً بها للوصول إلى الإجابة هي مناهج كثيرة , ولكننا سنحاول تبسيطها لك بقدر المستطاع , وستفاجئ بأن الطرق المستخدمة مبنية على طرق علمية يعتقدها الكثير من الناس إنها خيال علمي لا وجود له.

إذا كنت قد شاهدت فيلم The bourne Ultimate فستلاحظ أن المسئول عن متابعة وملاحقة جيسون بورن قد أمر موظفيه بهيئة المخابرات بتتبع هاتفه , مكان سيارته , حسابه البنكي , شقته , والبطاقات الإئتمانية والأماكن التي يسافر إليها والأشخاص الذين قد تصلهم مكالمة منه أو يحاولون الإتصال به , أريد أن أعلم فيما يفكر قبل أن يقوم به , كل سر صغير لديه , وهذه أولوية لوكالة الأمن القومي.

ما رأيك؟ هل تعتقد أن ذلك ممكن؟ حسناً إليك جملتين من إدوارد سنودن اللي سرب أسرار التجسس لوكالة الأمن القومي الأمريكية.

نحن نستخدم الأجهزة التي إشتريتها بنفسك , والأنظمة التي تحيط بك يومياً لكي نراقبك من أجل مصلحتنا.

ستقول لي نعم وهذا ليس بجديد , وأعلم أن وكالة الأمن القومي تتجسس على الجميع , ولكن ما علاقة ذلك بتسريب مكالمة فيكتوريا نولان؟

أيعني ذلك أن أمريكا مثلاً هي من قامت بتسريب المكالمة وإلصاقها لروسيا بتسريبها بالروسية مثلاً أولاً؟

لا طبعاً ليس هذا هو المقصود أو المنفي , والموضوع ليس له علاقة بوكالة الأمن القومي , خاصةً عندما تعلم أن هذا الخيال العلمي حقيقة ... لن تصدقها أبداً إلا عندما نشرحها لك بالتفضيل الممل , فهل أنت جاهز بالورقة والقلم وكوب الشاي؟

سنكشف لك أسراراً لم يتم عرضها من قبل كمحتوى عربي , وبتفاصيل لم تكن متاحة أمام الأشخاص العاديين من قبل , لذا نرجو منك التركيز الأن بالذات.

بعد تسرب المكالمة الخصة بفيكتوريا نولان قال الكثير من الدبلوماسيين الأمريكان أن المكالمة تم إعتراضها في أوكرانيا , لا يعلم أحد كيف , هناك بعض الخبراء بالأخص في الإتحاد الأوربي قالوا أن المكالمة تم إعتراضها بسبب ثغرة أمنية في نظام الإتصالات العالمي والمعروف بإسم SS7 إس إس سيفين , لم يفهم أحد ما معنى ذلك , وكيف لمكالمة مسئول بهذا الحجم يتم التجسس عليها وتسريبها بهذه السهولة , وذلك برغم إنه في نفس هذا الوقت كان هناك باحث في ألمانيا إسمه توبياس أنجل - متخصص في أمن شبكات الموبايل أعلن عام 2008 عن ثغرة أمنية في نظام الإتصالات العالمي المعروف بإسم Signaling System 7 , الثغرة دي بتسهل لأي حد يقدر يدخل على النظام ده إنه يستغل الثغرة الأمنية دي ويوصل لمكان تليفون أي شخص حول العالم بمجرد معرفته برقم التليفون , وبرغم قدم البحث ده وإنه كان من 2008 لكن لم ينتبه له أحد , ولم يفكر حتى أي شخص في الحديث عن هذه المشكلة أو يجد لها حل أو حتى يناقش هذا الباحث فيما وصل إليه , وقد يكون السبب في ذلك أن توبياس أنجل لم يقم بعمل تجربة عملية لتقتنع الناس بهذه المشكلة كمشكلة , ولكن العرض الذي قدمه مازال متاحاً على الإنترنت حتى يومنا هذا ويمكن لأي شخص مهتم الإطلاع عليه.

بعد شهرة مكالمة فيكتوريا نولان وأصبحت حديث الإعلام ظهر على إستحياء في أوكرانيا يقول أن الحكومة الأوكرانية إكتشفت أنه هناك عدد من المكالمات والرسائل النصية ومعلومات المواقع واللوكيشن لعدد من المستخدمين في شبكات أوكرانيا تم تحويلها لروسيا في فترة 2014 ولكنهم لم يذكروا مكالمة فيكتوريا.

في نفس العام 2014 قام الباحث توبياس أنجل وصديقه كريستان نول من شركة سيكوريتي ريسيرش لاب قرروا شرح الموضوع بالتفصيل وعمل تجارب عملية في مؤتمر من أشهر المؤتمرات المخصصة للهاكرز في العالم ومقره في ألمانيا وإسمه كايوس كوميونيكشن كونجرس , سنشرح لك الموضوع بشكل مبسط لعدم سهولته , ولكن كل ما نرغب بقوله لك أن هذا الموضوع تسبب في ضجة ضخمة وقتها في مجتمع الهاكرز والباحثين الأمنيين بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية وهو ما جعل الكثير من الباحثين يقولوا أن مكالمة فيكتوريا نولان تم تسجيلها بهذه الطريقة , ليس ذلك فقط , ما شرحه الباحثين جعل المشاهدين يعودون بذاكرتهم لأحد المشاهد من فيلم جيمس بوند الشهير سكاي فول , حين كانت M في سيارتها وهي بالمناسبة رئيسة المخابرات البريطانية وإكتشفت في أثناء طريقها محاولة إختراق وفك تشفير وعندما ذكر مساعدها إنه يجب إغلاق النظام حتى لا يصل المخترق لأي بيانات قالت بل يجب تتبعه , وتمت محاولة تعقب المخترق والوصول إلى أن مصدر الإختراق في بريطانيا ومن ثم ضاق النطاق حتى توصلت إلى إنه في مكتبها ومن خلال حاسوبها شخصياً !! وفور إكتشافها للمكان حاولت إغلاق النظام فوراً فظهرت لها على الشاشة صورة لها تسخر منها ومن بريطانيا وتاج الملكة وبعدها رسالة: "فكري في أخطائك".

نعم هذا المشهد ماأشبه ما يكون بالخيال العلمي وبه الكثير من الإضافات لتحلية الفيلم , ولكن الصادم أنه حقيقي , وأي شخص لديه إتصال بنظام SS7 لشبكات المحمول يمكنه الوصول لمكان هاتفك في أي مكان في العالم , بل والتجسس عليك.

أي شخص بمعنى أي شخص بدايةً من جهات الإستخبارات وحتى المجرمين والإرهابيين , ستستصعب ذلك طالما لا تعلم النظريات العلمية التي بني عليها ذلك.

دعنا نتحدث معك عن تجربة من برنامج سيكستي مينتس لما قرروا يسافروا لألمانيا ويقابلوا المتخصصين في شبكات المحمول ووافقوا على إنهم يعترضوا ويقوموا بتسجيل مكالمات المذيع مع السيناتور الأسترالي.

نعم الإختراق بهذه الطريقة ليس سهل ويحتاج لمهارات وخبرات , ولكنه ليس مستحيل , والأسوأ أنه لا يهم ما إذا كان هاتفك ذكي مثل أيفون أو هواتف الأندرويد أم أنه هاتف قديم عادي لا يتصل بالإنترنت , مجرد هاتف به شريحة سيجعلك هدفاً يسهل تتبعه وتسجيل مكالماته والحصول على الكثير من الأسرار كمسارك وأماكن تواجدك وغيرها.

فما الذي يجعل من التسريبات شئ مفاجئ بعد هذا السر بالتحديد؟ أي شخص لديه رقم هاتف ينطبق عليه الحصول على معلومات هامة عنه كما وضحنا .. فما بالك بأشخاص لديهم هواتف بكاميرات وإنترنت وصرحوا بأنفسهم بتطبيقات هواتفهم بالدخول على ملفاتهم وصورهم وإجراء المكالمات والتحكم بها وربطها بحساباتهم الشخصية ومعلوماتهم البنكية وبطاقات الإئتمان وغيرها , كل هذه الثغرات وترغب بالحماية ببرنامج أنتيفيروس أو حائط ناري؟ ليست سذاجة منك يا صديقي .. ولكنه ما يباع لك على أنه حقيقة وهو في الأصل وهم.

شكر خاص لأستاذ محمد الجندي مصدرنا اليوم لهذه المعلومات القيمة .. وإنتظروا المزيد من الأسرار لاحقاً